جاريد كوشنر سفير الولايات المتحدة في فرنسا يهاجم فرنسا ماكرون
اتهمها بأنها لم تتخذ ما يلزم من إجراءات
لحماية السامية. بالطبع، هذا تجاوز خطير لمنصبه كسفير في بلدٍ هي فرنسا؛ فهو عندما
يتهمها بهذا التقصير لا يكون دفاعًا عن مصالح بلده، وإنما عن مصالح بلد آخر هو
إسرائيل. وهنا أيضًا لا يدافع عن الشعب الأمريكي الذي يمثله، وإنما يدافع عن الشعب
اليهودي.
هذه نقلة خطيرة، لأنها إعلان موجَّه للعالم
كله أن الدفاع عن السامية أصبح من اختصاص أكبر قوة في العالم، الولايات المتحدة.
هذا من الناحية السياسية. أما من الناحية اللاهوتية أو الدينية، فأنا أعتبرها نقلة
نوعية خطيرة أيضًا؛ فقد انتقلت السامية من حظيرة الله ـ باعتبار اليهود شعب الله
المختار ـ إلى حظيرة دونالد ترامب.
ولا أستبعد أن رجلاً بحجم وبطبيعة دونالد
ترامب رأى أن هناك تقصيرًا ما؛ فعندما كان اليهود شعب الله المختار في حظيرة الله،
تعرضوا للهولوكوست. أما الآن، وهم في حظيرة دونالد ترامب ـ رجل الإصلاح العالمي
والسلام العالمي والعدل العالمي ـ أصبحوا في مأمن من أي سوء، وليس عليهم إلا أن
يمرحوا ويفرحوا ويرقصوا، ويضربوا العرب بالشلاليت في أحسن الأحوال، وبالصواريخ في
أوسطها، وبالتجويع والإبادة الشاملة في ذروتها.
فهل ستصمت السماء طويلًا على هذا الجور
والصلف الأمريكي والجنون الترامبي؟
بالمناسبة، كوشنر هذا ليس أي كوشنر؛ إنه كوشنر
العمولة، فهو زوج بنت ترامب.
تعليقات
إرسال تعليق