ولأنّ ترامب هو رئيسٌ للولايات المتحدة الأمريكية،
فهذا يعني أنّ صندوق المنطق للدولة الأمريكية لا يعمل كذلك بشكلٍ جيّد.
فهذا يعني أنّ الخلل يطول كلّ العالم،
وتمتدّ آثاره الأليمة حتّى حجرات النوم الخاصّة بشعوب العالم شرقَه وغربه، وشماله وجنوبه.
قل لي "بربك"!!!!
عندما تُعلن دولتان بحجم وثقافة وتاريخ كلٍّ من إنجلترا وكندا ــ بريطانيا ــ عزمهما على الاعتراف بدولةٍ للفلسطينيين،
فمن يستحقّ العقاب على هذا الفعل المُجرَم من جانب الولايات المتحدة؟
هل الجُناة: (إنجلترا وكندا)؟
أم الضفّة الغربية ومنظّمة التحرير الفلسطينية، اللتان لم تفعلا شيئًا على الإطلاق
لإجبار هاتين الدولتين أو غيرهما، وعلى مدى ٧٥ عامًا، على الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني،
وإعطائه بعض حقوقه المُغتصَبة؟
والغريب، أنّ الرئيس ترامب يُوصّف الجريمة بقوله:
إنّهما ــ أي: الضفّة الغربية والسّلطة الفلسطينية ــ "قوّضا عملية السلام"!
( يا عينك يا جبايرك)
ما كلّ هذه المغالطات العَلَنيّة؟!
يا عمّ ترامب، رَحمةً بنا!
لا، لا أقصد الفلسطينيين بالطبع؛
فما يحدث لهم تجاوز حدود طلب الرحمة.
أنا أطلب الرحمة بالعالم!
أنت الآن لا تُدير شركةً للعقارات،
ولا "بيبتًا" للدعارة،
أنت تُدير دولةً عظمى،
هي الوحيدة من بين دول العالم ــ سواء قبل التاريخ أو بعده ــ
التي دافعت عن حقوق الإنسان، بصرف النظر عن دينه، أو عِرقه، أو لغته.
وقد وقف اثنان من رؤسائها يقذفان الحجارة في وجه الدول الاستعمارية.
وسأؤدّي لك خدمةً يجب ألّا تنساها لي،
وهي أنّني سأكشف لك عن اسميهما،
اللذين ربما لم تسمح لك ثقافتك بمعرفتهما،
وهما: تيودور روزفلت، وتوماس وودرو ويلسون.
أنت تتّهم الضحيّة (السلطة الفلسطينية) بأنّها تُقوّض السلام؟
يا رجل، هل يُعقل هذا؟
هل تُصدّق أنّه بإمكانك إطفاء الشمس؟!
صدقني، مهما فعلت، ومهما كانت قوّتك،
فلن يمكنك وضع الأغلال في أقدام شعوب العالم.
وستتحقّق من ذلك بنفسك،
عندما تحين اللحظة الأخيرة،
ويأتي دورك، فتصاب بمرض الموت.
عندها، ستعرف كم أنت صغيرٌ،
في عالمٍ أكبر منك، ومن دولتِك، ومن كُرتِك الأرضيّة...
إنّه عالمُ الله...
تعليقات
إرسال تعليق