البزراميط تحت الطاولة



عندما أتكلم عن "البزراميط"، فإنّي أتكلم عن بزراميط العصر الذي عشته وقرأت عنه، من هؤلاء الذين عملوا في "مطبخه" كرئيس أركان حرب سابق، أو وزير خارجية سابق، أو عضو مجلس قيادة ثورة سابق... إلخ.

أما بالنسبة للعصر الحالي، فإنّي لا أعتقد أن لي الحق في الحديث عنه، فأنا أشعر أني "ضيف" فيه،وقد اكون ضيفا ثقيلا ولكني في النهاية ضيف لأنني، كما يقولون، طاعن في السن. وكلمة "طاعن" مشتقة من "طعن" و"مطعن"، فهي تمثل نوعًا من الاستنكار.

وعصري هو عصر عبد الناصر، والسادات، ومبارك.

وتحت سقف البزراميط، هناك صغائر وكبائر. ومن الكبائر - حسب ظني - أن معظم شؤوننا السياسية والاقتصادية تُدار تحت الطاولة، ولا تسمح القيادات السياسية بإعلانها على الشعب.

فالشعب - بالنسبة لجمال عبد الناصر (عصري) - لا يجب إزعاجه، ولا شيء مطلوب منه غير الهتاف، والتصفيق، والغناء للرئيس.

وبالعودة إلى كبائر البزراميط، نجد أمامنا فعلاً شيئًا بدأ - وقتها - عادياً، وهو ترقية عبد الحكيم عامر من رتبة "صاغ" إلى رتبة "لواء"، وجعله القائد العام للقوات المسلحة.

عندها، أصبح الجيش في جيب جمال عبد الناصر، وفهم أعضاء مجلس قيادة الثورة ذلك، وبدأت الخلافات والأحقاد (حسب قائد الجناح / عبد اللطيف بغدادي عضو مجلس قيادة الثورة ).

ويُذكر أنه في جلسة لمجلس قيادة الثورة، ضمّت الرئيس محمد نجيب، بلغ به اليأس والألم والمهانة فوق ما يُحتمل، وحاول إطلاق النار على رأسه، ومنعه الحاضرون من ذلك.

لكن كلّه كان تحت الطاولة.

وتم استبعاد بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة، والأسباب... تحت الطاولة.

وتحت الطاولة بدأت المشاكل بين جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، وأخذت تتفاقم وتكثر، ولا شيء يخرج منها إلى الشعب.

وفي سرية تامة، تلاحقت حلقات تفريط جمال عبد الناصر في سلطاته لعبد الحكيم عامر، ومعه شمس بدران، إلى أن حدثت الكارثة: هزيمة 1967.

وهذا شيء منطقي جدًا، فإذا كان "الشغل" يتم دائمًا تحت الطاولة، فلا بد أن تكون المصائب أيضًا تحت الطاولة.

أما إذا حلّ الخراب، فيكون علنيًا.

ملحوظة : العصر السابق على عصر جمال عبد الناصر ندر أن يكون هناك من القرارات السياسية ما هو تحت الطاولة فعندما حاول رئيس وزراء مصر بطرس غالي ان يمرر قرار مد امتياز قناة السويس 40 عاماً خرج الملعوب من تحت الطاولة وقامت الدنيا ولم تقعد الا بعد الغاء هذا القرار ومن الأشياء اللطيفة انه شاع بين المصريين قولهم لبعض اذا ارد ت ان ترسل خطابا ( شكوى ) للملك فاكتب على الظرف اوبيرج الهرم السيد الخواجة يني ومنه الى الملك المعظم فاروق ملك مصر والسودان فكل شيئ كان تحت الضوء


تعليقات