البزراميط 3


 

منه لله...

حاولت أن أتخلّص منه، فشلت، ولم أجد أمامي غير الاستسلام.
هل تتعرّفون مَن هو هذا الرفيق الرَّزل؟

إنّه البِزرَاميط!

وهو أنواع:
يوجد بِزرَاميط سوري، بِزرَاميط عراقي، يمني، سوداني، مصري...
وعلى كُلٍّ، لو يا باطسطا!
فَظيع وأفْظَعُ ما فيه: أنّك لا يمكن أن تتخلّص من البِزرَاميط، إلّا ببِزرَاميط أكبر.

بعد انقلاب يوليو 1952:

1- قام جمال عبد الناصر بترقية عبد الحكيم عامر من رتبة "صاغ" إلى رتبة "لواء" مرّة واحدة، وبدون وقوف في المحطات. (بِزرَاميط)

2- أعطاه منصب "قائدًا للجيش المصري"، رغم وجود رُتب أعلى بخبرات أكثر. (بِزرَاميط)

3- امتياز شركة قناة السويس ينتهي في 1968، وفي 1956 تم تأميمها. (بِزرَاميط)

4- حدثت هزيمة 1956، ولم يُجرَ أيّ تحقيق في الأداء. (بِزرَاميط)

5- رأى القائد العام للقوات المسلحة (جمال عبد الناصر) ضرورة تغيير قائد سلاح الطيران "صدقي محمود"، نتيجة لضرب الطائرات المصرية وهي على الأرض.
رفض القائد العام للقوات المسلحة (عبد الحكيم عامر) أمر رئيسه القائد الأعلى للقوات المسلحة (جمال عبد الناصر)، وظلّ المذكور قائدًا للطيران! (بِزرَاميط)

6- حدثت الوحدة بين مصر وسوريا، فأرسل جمال عبد الناصر عبد الحكيم عامر، القائد العام للقوات المسلحة، ليحكم الإقليم الشمالي (سوريا). (بِزرَاميط)

7- فشلت الوحدة، وأعاد الجيش السوري عبد الحكيم عامر إلى مصر بصورة مهينة.
حاول الزعيم جمال عبد الناصر إعفاء عبد الحكيم عامر من قيادة الجيش إثر هذه الواقعة، فرفض. (بِزرَاميط)

8- فكّر جمال عبد الناصر في حيلةٍ أُخرى، وهي تشكيل مجلس رئاسي بقيادة جديدة يكون مسؤولًا عن قيادة الجيش.
وافق عبد الحكيم عامر على هذا النظام وترك قيادة الجيش،
إلّا أنّه عندما قابل نائبه شمس بدران، رفض ترك موقعه! (بِزرَاميط)

9- أغرق الجيش نفسه بنفسه في مستنقع اليمن بعد أن كاد يخرج منه،
وعُقدت جلسات امتحانات الثانوية العامة في اليمن لأبناء الضبّاط، ليحصلوا على أعلى الدرجات. (بِزرَاميط)

10- أرسل الفريق أنور القاضي، رئيس هيئة العمليات، تقريرًا عن حالة الجيش المصري أثناء حرب اليمن،
حذّر فيه القيادة السياسية من الدخول في أيّ حرب مع إسرائيل.
وُجد التقرير في خزينة عبد الحكيم عامر عند جردها بعد انتحاره، وليس عليه أيّ تعليق. (بِزرَاميط)

11- جمع جمال عبد الناصر، القائد الأعلى للقوات المسلحة، أعضاء مجلس قيادة الثورة الحاليين والسابقين،
ومعهم رئيس وزراء مصر، المهندس صدقي محمود (المدني)
وأمامهم، سأل عبد الحكيم عامر عن قدرة الجيش المصري إن هو أغلق خليج العقبة وحدثت حرب.
فردّ عليه مطمئنًا إيّاه بتعبير شعبي أو "شعباوي" بقوله: "بِرَقَبتي يا ريس".
فشهد الجميع عليه، مع أن قرارًا بهذه الخطورة لا يمكن أن يُناقش بهذه الكيفية.
وضع عبد الحكيم عامر ــ هو ومَن معه من القيادات العليا "والمحترفة" في الجيش ــ في موضعٍ في سيناء لا علاقة له بالحرب،
وعلِموا بهزيمة الجيش وانسحابه من الجنود المنسحبين والمتجهين نحو قناة السويس. (بِزرَاميط)

12- الإذاعة المصرية تعلن على لسان الشهير المذيع أحمد سعيد أنّ الطائرات الإسرائيلية تتساقط كالأرز! (بِزرَاميط)

وغَرِقت مصر في البِزرَاميط...

أرجو ملاحظة أنّ البِزرَاميط بدأ بكسر قاعدةٍ من قواعد الضبط والربط في الجيش،
وهي ترقية ضابط من رتبة "صاغ" إلى رتبة "لواء"،
حتّى استفحل الخلل البالغ البساطة،
وهو:

"البِزرَاميط يُؤدّي إلى مزيدٍ من البِزرَاميط."

مَن يعرف طبيبًا يُعالِجني من شبح البِزرَاميط الذي يُعايشني ليل نهار،
ويطير النوم من عيني،
أرجو أن يُوافيني باسمه وتليفونه.

ملحوظة:
أتمنّى ألّا يكون الطبيب نفسه... بِزرَاميط!

 

 

تعليقات