ايام قليلة ويبدا الاحتفال رقم 73 بذكرى مايسمي بثورة 23 يوليو 1952 , وطبعا سيكون الاحتفال كما هو معتاد بنظام ( حزمني يا ) وبالطبع لن يكلف احد خاطره ويساأل هذا السؤال
هل حقا كانت ثورة شعبية ام انقلاب عسكريا ؟ رغم ان الامر لا يحتاج الى مثل هذا السؤال فالفرق بين الثورة الشعبية و الانقلاب العسكري واضح وضوح الشمس ولنقوم بتجربة بسيطة , هب ان امامك حشد من الناس يمرون في الشارع ويهتفون هتاف ما ويطالبون الدولة بتحقيق شيء ما كتخفيض الاسعار ,,, او غيرة , فماذا تكون هذه ؟ بالتأكيد هذه هى الثورة الشعبية , لكن عندما يمر امامك طابور عسكري يتجه نحو تحقيق هدف ما , فماذا يكون ؟ لا يمكن ان يكون ثورة , وحتى هؤلاء الذين قامو بهذا الفعل ايامها لم يطلقو عليها اسم ثورة وانما وصفوها بانها الحركة المباركة للجيش المصري ويقال ان من منحها هذا الاسم ( ثورة ) اثنان , احدهما طه حسين والاخر سيد قطب وعند اذا تلقفها هذا الاسم ضباط يوليو واعطو لنفسهم حق مايسمى بالشرعية الثورية , اي يكون من حقهم فعل مايرون انه صحيح , والحقيقة انها ليست شرعية ثورية وانما شرعية عسكرية , لانها لم تنتج عن ارادة جماهرية وانما هى شرعية عسكرية اي شرعية المدفع والدبابة وبناء علي ما تقدم اعطى الرئيس جمال عبد الناصر لنفسه الحق هو ومجلس قيادة الثورة في اتخاذ ما يرونه من قرارات وبالطبع كان لها تأثيرا خطير على مستقبل البلاد لدرجة اننا حتى تاريخه نعاني من اثارها الفادحه , وبدا بتأميم قناة السويس التى من المفترض ان ملكيتها كانت ستعود لمصر في عام 1968 اي بعد اثنى عشر عاما من تأميمها (1956) , وترتب على ذلك
اولا : اغتيال ديمقراطية مصر
حيث الغيت الاحزاب عام 1953 ووقف العمل بدستور 1923 وتحويل البرلمان الى خرابة تزعق فيها الغربان ومن ثم تم القضاء علي المعارضه قضاء مبرما
ثانيا : تأميم قناة السويس ( عام 1956 ) وكان من نتيجة ذلك ما يلي :
1 : احتلت العصابات الاسرائيلية شبه جزيرة سيناء , واحتلت انجلترا وفرنسا بورسعيد .
2 : صدر قرار الانسحاب وخسرنا كل معداتنا العسكرية وتركناها في سيناء .
3 : حصلت اسرائيل من فرنسا على مفاعل نووي مما جعلها تمتلك قنبلة نووية تهددنا بها حتى تاريخه .
4 : رفضت اسرائيل التنازل عن قرية الرشراش وحولتها الى ميناء ايلات .
5 : السماح لاسرائيل بالعبور في قناة السويس
ثالثا : قام الرئيس جمال عبد الناصر بعمل وحدة بين مصر وسوريا عام 1958 دفعت فيها مصر دم قلبها من اجل النهوض بالاقتصاد السوري الذي كان وقتها يترنح وبعد تمام ذلك , ثم انفصلت سوريا عن مصر وارسلت حاكمها عبد الحكيم عامر الى مصر في حالة يرسى لها .
رابعا : دخلت مصر حرب اليمن وخسرت الاف الارواح ومليارات الدولارات واسصبح جيشها في حالة يرسى لها بشهادة رئيس عمليات القوات المسلحة الفريق عمر القاضي الذي اصدر تقريرا سلمه للقيادة السياسية يحذر فيها مصر من الدخول في حرب مع اسرائيل لعدم اهلية الجيش المصري لذلك .
خامسا : ثم كانت الطامة الكبرى قيام مصر باغلاق خليج العقبه امام الملاحه الاسرائيلية فكانت هزيمة 1967 والتي لا تعد حرب بالمعني المتعارف عليه وانما كانت جريمة تفكيك الجيش المصري وانهاء فاعليته فى الصراع الوجودي بين جمال عبد النصر من ناحية وبين عبد الحكيم عامر وشمس بدران من ناحية اخرى , وذلك حتى يجردهما من القوات المسلحة ثم اعاد تجميع الجيش وكان من نتيجة ذلك :
1 – استولت اسرائيل على سيناء وعلي الضفة الغربية وغزة والجولان
2 – فقد الجيش كل معداته واسلحته في سيناء
3 – توقفت الملاحة في قناة السويس لمدة 7 سنوات وخسرت مصر ما يقرب من 4مليار * 7 سنوات اي 28 مليار دولار
سادسا : اعادة تجميع الجيش المصري وتسليحة باسلحة جديدة بمبالغ طائلة كلها من دم الشعب المصري , وخسارة في الارواح مقدارها 8500 شهيد , ناهيك عن مركز مصر الدولى الذي تهاوى ومركز اسرائيل الذي ارتفع عاليا حتى اصبحت هذا العملاق الذي نراه اليوم
قارئي العزيز انت لسه مجبرا على تصديقي او الموافقة على ما اقول , تستطيع انت ان تعرف بنفسك لو قرات هذه الكتب للمؤلفين التاليين :
1 : قائد الجناح عبد اللطيف البغدادي
2 : احمد حمروش
3 : الفريق محمد فوزي
4 : المشير محمد عبد الغني الجمصي
5 : الرئيس محمد انور السادات
6 : الرئيس محمد نجيب
والمشكلة الان في حقيقة الامر ليست في هذه الخسائر وهذه المهازل ولكن المشكلة تتركز في ان الكذب القومي هو ما سيسوقنا الى تكرار نفس اخطائنا / ومع ذلك اذا كنت ايها القاريء العزيز تريد ان تحتفل بهذه المناسبة السعيدة مع الاذاعه والتلفزيون فلا عليك احتفل ماشئت وردد معهم ومع الراقصة العظيمه فيفي عبده (حزمني يا ) وانت كنت افضل ان تجعلها (رقصني يا )
تعليقات
إرسال تعليق