(الذئبة وصاحب الحَمَل)
لو تذكرون، قلنا من قبل ـ ولعدة مرات، وفي
هذا المكان البالغ تواضعًا ـ إن الحرب في غزة، ولكن الغنيمة هي الضفة الغربية.
وقلنا ما هو أكثر:
ما حدث في غزة لم يكن
حدثًا عفويًا قامت به منظمة حماس وأخواتها، وإنما هي خطة مدبَّرة، لحماس دورٌ فيها
مرسوم بعناية، (بعلمها أو بغير علمها، هذا لا يهم).
ولكن المهم، هو تلك
العلاقة الملتبسة القائمة بين إسرائيل ومنظمة حماس، إذ إن إسرائيل تقوم باستلام
ثلاثين مليون دولار من دولة قطر كل شهر، وتسلّمهم إلى منظمة حماس بمنتهى الأمانة،
وبدون مصاريف نقل أو عمولة.
فما رأيك سيدي القارئ في هذا الوضع؟
جهتان عدوتان
لبعضهما: هما إسرائيل وحماس، وكلنا في الميديا رأينا، على مدى سنوات، تراشق
الاثنين بالقذائف النارية، ورأينا صواريخ حماس وهي تتساقط على إسرائيل.
ما هي الحكاية،
سادتي؟
سينما
"أونطة"؟ أم ماذا؟
هل وُجدت عبر التاريخ
علاقة بلغت في خبثها ولؤمها هذا القدر؟
وبالمناسبة، من
الطرفين: إسرائيل وحماس.
لا... ليس من
الاثنين، بل من الثلاثة: إسرائيل – قطر – حماس.
ونعود للخطة التي بدأ تنفيذها في السابع من
أكتوبر 2023:
حماس تفعل فعلتها
الشنعاء، ليحصل نتنياهو على مبرر كافٍ ـ من وجهة نظره ـ لإبادة الشعب الفلسطيني،
بدعوى الدفاع عن النفس.
وقبل أن يحصل نتنياهو ومؤيدوه المتطرفون
على تلك الذريعة، كان لا بد أن يُدفع الثمن الباهظ لتنفيذ هذه الخطة:
الهجوم على ملهى ليلي
وغيره، وقتل المدنيين الذين يرقصون ويغنّون، واصطحاب أكبر عدد منهم ليوظَّفوا
كرهائن عند حماس.
هذا هو الثمن الذي
دفعه نتنياهو مقدمًا.
فما هي البضاعة؟
- ضم أراضٍ جديدة لإسرائيل، لتصبح أكثر اتساعًا، وأكثر قابلية
للتطور:
1.
تهجير الفلسطينيين إلى شمال سيناء.
2.
فرض السيادة على الضفة الغربية، وإلغاء ما يسمى بالسلطة الفلسطينية.
وبعد ما يقرب من سنتين، اقترب وقت تسليم
البضاعة:
أ- زنزانة في جنوب سيناء، تتسع لـ600 ألف
فلسطيني.
وهذه الزنزانة لها
باب واحد هو رفح، أما الباب الثاني ـ المفترض أن يُفتح على شمال غزة ـ فيُغلق
بالضبّة والمفتاح.
ب- وهذا الأسبوع، صوتت الأغلبية في
الكنيست الإسرائيلي على فرض السيادة الإسرائيلية على كامل الضفة الغربية.
وكما يُقال، فهو قرار
غير ملزم.
ولأنه غير ملزم،
يتناوله الإسرائيليون كنوع من "المشهيات"، وبعدها (هوب!) تُلتهم
الفريسة، ويتجشّأون بصوتٍ مرتفع، ويسمعهم العالم... ولا يحرك ساكنًا، فيما عدا
الألعاب النارية التي تُطلق في سماء العالم.
فعلوها في الجولان، ثم في القدس الشرقية.
فترى، من يتعيّن
علينا أن نلعنه؟
الذئبة؟ أم صاحب
الحمل الذي فرّط فيه؟
حددوا موقفكم قبل فوات الأوان...
إن كان لم يفت بعد،
فالذئبة لا زالت هناك.
ملحوظة هامة:
إسرائيل، التي تتطوع بنقل الأموال من قطر
لحماس بمنتهى الأمانة، ودون نقصان دولار واحد...
انظروا ماذا تفعل مع
حكومة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية:
1.
المستوردون الفلسطينيون في الضفة الغربية يستوردون البضائع اللازمة من
الخارج.
2.
ولأن إسرائيل هي التي تسيطر على الحدود، فهي التي تحصل الجمارك من
المستوردين الفلسطينيين لحساب خزينة حكومة السلطة الفلسطينية.
3.
وبموجب اتفاق مكتوب في "أوسلو"، عليها أن تُورِّد هذه
الرسوم إلى خزينة حكومة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
4.
أحيانًا توردها، وأحيانًا لا، حسب ما يتراءى لها.
قارن بين الموقفين، يا سيدي:
لصالح من تُقوَّى
حماس؟
ولصالح من تُضعَف
السلطة الفلسطينية؟
تعليقات
إرسال تعليق