الاقصاء السياسي هو الحكم الجائر الذى وقعه المحتلون الأجانب على
الأمة المصرية منذ غزو الاغريق والفرس والرومان والعرب والعثمانيين حتى جاء
نابليون وفتح ثغرة للمصريين فى هذا الجدار المعمر المتناهى فى سمكه وصلابته وتكلسه
مما سمح لهم لأول مرة من مئات القرون بالمشاركة فى حكم بلدهم وأمسك
المصريون بهذا الخيط الواهى بفضل رفاعة الطهطاوى وغيره وأخذوا يناضلون جيلا بعد
جيل من أجل ممارسة حقهم فى إدارة دفة الحكم فى بلدهم وتوج نضالهم بثورة شعبية فى
1919 وتحققت لهم المشاركة بنسبة تتجاوز الثمانين فى المائة فى الفترة من 1922 حتى
1952 صنعوا خلالها دستور 1923 وفجروا نهضة كبرى فى شتى المجالات الصناعية والفنية
والتعليمية حتى انقلاب عبد الناصر فى 1952 حيث كسر الارادة الثقافية والسياسية
للمصريين بفتح السجون وسحق المثقف المصرى وإخراسه والإيهام بمشاركة الشعب فى اتخاذ
القرار على غير الحقيقة فالقرار كان قراره هو فقط وقد بدأ الأخذ بسياسة الاقصاء
السياسي من جديد بحل الأحزاب وفتح السجون بعد موته حاول السادات وقف الاقصاء
السياسي باعادة الأحزاب والسماح بدرجة من تعدد الآراء أغتيل ثم جاء مبارك بسياسة
بالغة الخبث جمدت النشاط الحزبى ومنعته من النمو والتألق ومن ثم أقصت الأمة
المصرية بنعومة وأزاحتها بعيدا عن المشاركة الحقيقية فى الحكم واندلعت ثورة 25
يناير بهدف وحيد هو اسقاط النظام من أجل نظام جدبد يسمح بالمشاركة فى الحكم ووقف
الاقصاء ودخل الاخوان على الخط ووصلوا للحكم وحاولوا تطبيق سياسة الاقصاء من خلال
الاعلان الدستورى المشئوم فاندلعت ثورة 30 يونيو لازاحتهم والحيلولة بينهم وبين
ذلك ثم .والسلام عليكم ورحمة الله ...
تعليقات
إرسال تعليق