يا سادة عالمنا المتقدم، عندى سؤال محيرنى .. عندما تنهى منظمتان مثل القاعدة وداعش أعمالهما فى العراق وسوريا وتصبحان خاليتى شغل، وتسارع حكومة ما باسناد أعمال جديدة لهما فى منطقة أخرى مثل ليبيا، ويسكت العالم بما فى ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن على هذا، ألا يعنى أنه اعتراف دولى بمشروعية ومهنية ما تقوم به هاتان المنظمتان من أعمال؟ ألا يعنى فتح باب الطلب أمام كل حكومات العالم على مثل هذا النوع من التخصصات؟ وأنها ليست أعمالا طارئة أو طائشة أو إجرامية؟ وعندما يصبح الأمر كذلك، ألا يجدر بالمنظمة الدولية رفيعة الشأن بصفتها ممثلة لانسان اليوم الراقى أن تتدخل لوضع الترتيبات القانونية والادارية اللازمة لتنظيم العمل عالميا، كأن تطالب بوجود سجل للموردين أو المقاولين، وتضع نوعا من التصنيف لهذه الفرق المهنية الطليعية، ولائحة للمناقصات تتضمن الشروط اللازمة وعلى رأسها سابقة الأعمال، والمستندات المطلوبة لاثبات حجم الدمار، عدد القتلى والجرحى، كمية الدماء المراقة مقومة بالجالون أو اللتر أو الطن، ثم أليس من الواجب تحديد اجراءات التقاضى، والقوانين التى ستطبق هل ستكون قوانين قراصنة البحار، أم أعراف مطاريد الجبل، أم الماجنا كارتا، أم قانون مارلون براندو فى فيلم الأب الروحى؟ وماهى المحاكم التى ستتولى فض المنازعات بين المتعاقدين؟
من
يلومنى على هذا الشطط؟ ألا يقال شر البلية ما يضحك؟ وهل هناك بلية أشر من
ذلك؟
يا
سادة العالم السيد رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية بلد اسمها تركيا ـ وهى بالمناسبة
عضو فى المنظمة الدولية، ورأيتها بأم عينى فى التليفزيون تشغل مكانا
فى مؤتمراتها كأى دولة سوية. هذه
الدولة كلفت ( بالأمر المباشر أمام عيون العالم) منظمتى داعش والقاعدة بأعمال
جديدة فى ليبيا بعد انتهائهما بنجاح من ألأعمال السابق اسنادها لهما فى سوريا
والعراق، وأشركت أيضا حركة الشباب بعد أن دخلت أعمالها فى الصومال مرحلة
التشطيبات، فإذا كنا نرى أنها أعمال مشروعة فلا كلام لى معكم، أما إذا كنتم ترون
مثلى أنها أعمال غير مشروعة، يكون اسناد تركيا أعمال لها هو بدوره عمل غير مشروع،
وهنا عليكم مطالبة مجلس الأمن بطردها من عضوية الأمم المتحدة.
يا
دارسي القانون فى العالم أرجوكم إذا كنت غلطان نورونى، قومونى عاقبونى، أليس هناك
نص فى كل قوانين العالم من أول القانون الرومانى وقانون حامورابى وقانون نابليون
وقانون أى أحد؟ بعدم مشروعية أى تعاقد يخالف النظام العام والآداب؟ وأنتم تعلمون
أن البشرية لم تصل لنص بهذا القدر من الاحترام إلا بعد آلاف السنين
وبعد مراحل مضنية من النشوء والارتقاء ولديكم نظرية السيد دارون فارجعوا لها.
هؤلاء لا يخالفون النظام العام والآداب فقط، إنهم
يفجرون الجماعة البشرية ذاتها، يفجرون أنا وأنت وبالجملة لا القطاعى، ولا
تقولوا لى ليس هناك تعاقد، لا ..هناك تعاقدات وكشوف مرتبات ودفاتر حضور
وانصراف وقوائم تعويضات، والشخص لو مات أسرته تحصل على كذا دولار ولو راح له
ذراع ثمنه كذا ولو رجل ثمنها كذا ( لأ لها نظام ) ومستخلصات وسماسرة وبنوك
يدها ملوثة بالدماء، وليس هناك أسهل من وضع اليد علي كل هذا. فضلا عن أن أردوغان
لم ينكر، وعدم الانكار سكوت، والسكوت علامة الرضا، والرضا اعتراف، والاعتراف
سيد الأدلة، وتركيا عنوانها معروف وكل المطلوب هو أمر ضبط وإحضار، لاحظوا أنى لم
أستخدم لفظ إرهابيين على الاطلاق احتراما لشعوركم وشعور كل متمدينى العالم لأن فى
نطقها إدانة لكم ولى ولحضارتنا وللقرن الواحد والعشرين من أوله لآخره.
تعليقات
إرسال تعليق