التظاهرات حول الكاتدرائية المرقصية .. غباء .. وتعالوا نحسبها

 

 

التظاهرات حول الكاتدرائية المرقصية .. غباء .. وتعالوا نحسبها

التظاهرات حول الكاتدرائية المرقصية .. غباء .. وتعالوا نحسبها

التجانس فى الأمه  المصريه شىء يدعو للدهشه والإعجاب .... فاذا كان الجو السائد هو التخلف فتجد أن  الكل يسارع لكى يحمل هذه الصفهأو هذه البصمه فالمصريين على ما يبدو يجدونها ( عيبه ) أن يشذ أحد عن ما هو سائدأو ( بالبلدى يعنى عن اللى مشى اليومين دول )

فلسبب غير معلوم تجد الناس فى بلدنا هذه الأيام لا تتحرك ولا تستنفر  ولا تستفذ إلا لدوافع دينيه أما الدوافع السياسيه أو الإقتصاديه أو الإجتماعيه فيبدو أن الناس نستها

وبعض الشطار إلتقطوا هذه الظاهره وبدأوا يلعبوا عليها ويعملوا منها فلوس ياما ملا يين يعنى فتجدهم إشتغلوا فى عبارة إنتاج  شرائط كاسيت ( شريط أدعيه للدكتور صلاح الجمل وينافس به شريط أدعيه للشيخ الآخر الذى لا أذكر إسمه الآن وعلى فكره الثانيه دعايه فى التلفزيون بعشرة آلاف جنيه يعنى ناس شغاله بملايين وكلها تستقطع من دم المواطن المصرى اللى مش لاقى ياكل ولا لاقى يسكن ولا عارف يعيش ) وناس تبيع فى الموبايل أسماء الله الحسنى وتعمل ملا يين  وناس إشتغلت فى سياحة الحج والعمره وناس تنتج كتيبات بالغة الصغر حتى لا تتكلف ورق وهات يا توزيع أما بالنسبه للطلب على الفتاوى وعلى أصحاب الفتاوى فقد أصبح على أشده ونتيجه لشدة الطلب فان  إنتاج الفتاوى وأخذ يزحف على كل شىء 

الجميل فى الأمر أن المصريين ألإقباط لم يتخلفوا هم أيضا عن الركب فإذا بهم يتجمهرون ( يتظاهرون ) حول الكاتدرائيه المرقسيه فى غمره بالآلاف  ( حسب رواية أل بى بى سى )

لماذا ؟ لأنه كما قيل أن  إمرأة قبطية أختطفت وأجبرت على أن تتحول إلى الإسلام ولن نناقش مدى صحة هذا  الكلام  بل سنسلم بالإتهام بمعنى أننا لن نفترض أبدا أنها أحبت شخصا تصادف أنه مسلم ولن نفترض أنها رأت لأسباب عمليه أن تترك  دينها وتدخل فى دين الإسلام ولكننا سنسلم بكل ما جىء والسؤال الآن

مسأولية من ؟

إختصاص من ؟

أليست هذه الواقعة أو الجريمه هى مسأولية بوليس هذه الدوله

أليست مسأولية قضاء هذه الدوله

أليست مسأولية حكومة هذه الدوله

فما دخل الكاتدرائيه إذا ؟ 

ولو تم تغيير المواقف بمعنى أن كانت المرأه مسلمه فإلى من يتوجه زوج أو أهل هذه المرأه بالقياس يتوجهوا إلى مشيخة الأزهر أو إلى مرشد عام الإخوان المسلمين ؟

يعنى مبقتش دوله بقى ولا عمرها أكثر من سبعة آلاف سنه ولا حاجه فطالما أن الناس سوف تتجاهل المؤسسات المنوط بها القيام بمثل هذه المهام والتوجه الى القيادات الدينيه التى أصبح على ما يبدو يسعدها مثل هذه المهام التى أستحدثت وأسندت إليها

ولعل الإنسان يعجب أشد العجب كيف أن الناس لم تتجمع منددة بمرتبات حد الكفاف أو للبطاله المتفشيه أو للزواج الذى توقف والبنات  التى بارت أو للدروس الخصوصيه التى نحلت وبر الناس أو  للمدارس المغلقه نهارا أو للحريه المنقوصه أو للفتيات الائى ينتزعن عنوه من الميكروباسات ويغتصبن فى الزراعات أو للمباحث التى تضرب المتهم حتى يعترف بجريمة لم يرتكبها

وانما تجمعوا وتحدوا قانون الطوارىء لأن إمرأة أختطفت وأجبرت على أن تسلم

أهلى وزمالك  أصله الزمالك أخد نقطه من الأهلى أو الأهلى أخد نقطه من الزمالك

أى إنسان يستقرىء هذه الظواهر  ولا يتوقع كارثه فإنه يكون إما إنسان بلغ الغباوه والسطحيه  أو صاحب مصلحه

لايمكن أبدا أن تترك الأمور على هذا النحو

 لابد من أن تأخذ التوجهات السياسيه والإقتصاديه والإجتماعيه حجمها الحقيقى ومكانها الحقيقى

 لا يمكن أن  تستبدل التوجهات الدينيه بالتوجهات السياسيه والحياتيه وإلا ستداس بلدنا بالأقدام وسوف تكون هذه القدام فوق ر}سنا نحن جميعا مسلمين وأقباط فالمستهدف هى الغاليه مصر وهى ليست ملكا للأقباط فقط ولا للمسلميين فقط إنها ملك المصريين

دار ذلك فى ذهنى وأنا أسحب نفسا عميقا من سيجارتى المكتوب عليها التدخيين ضار جدا بالصحه وأسفت جدا على مصرنا الغاليه ذات الحضارة العريقة العميقه خاصة وأنا أسمعها تتأوه وكأنها سقف خشبى تهالكت اخشابه

تدوس عليه أقدام ثقيلة ظالمة  لاتعرف الرحمه ومع نفس أكثر عمقا أفضى إلى ( نغز فى صدرى ) قلت لا تخشى شيئا ولاتبالغ بلدن بخير  أليس هذا التماثل والتجانس ظاهرة إيجابيه ومع تدفق الدخان وتدافعه المجنون إلى صدرى وتحرشه الوضح  برئتى  قلت آه ياحبيبتى يا مصر

 

 

 

لقد دفعنا قيمة فاتورة السلام ولم نتسلم البضاعه

لقد دفعنا قيمة  فاتورة السلام ولم نتسلم البضاعه

لماذا يرفض معارضوا ألسلام  أن نتسلم البضاعه التى دفعنا فيها دم قلبنا

إننا لم ندفع ثمن السلام لكى نقف فى منتصف الطريق ونعمل كالتى رقصت على السلم ( لاشفوها اللى فوق ولا شفوها  اللى تحت ) ورئيسنا أنور ألسادات لم يقصد أبدا أن يحصل مقابل تحقيق السلام مع إسرائيل على ميداليه يضعها على صدره أو نصف جائزة نوبل يتباهى بها إنه كان يقصد ويخطط لسلام حقيقي نابض حي منتج بين شعبين أصبحا متجاورين لا يفصل بين حدودهما فواصل طبيعيه كالجبال أو البحار بل هى رمال منبسطه وخط واهى  من العلامات التى يسهل طمسها إما بعوامل التعريه أو بإرادة أى من أحد الطرفين لتشتعل الحرب من جديد فى ثوان معدودات

لقد كان السلام خيارا إسترتيجيا للشعب المصرى كله وليس لأنور السادات فقط وقد كان  قرارا ثايتا راسخا ولم يكن مجرد نزوه  وقد تم تحقيق هذا الهدف فى الوقت المناسب وبالسرعه ألمناسبه وبالجرأه ألمناسبه وبدرجة من الثقه بالنفس هى فخر لمصر والمصريين  وبإستعداد للتضحيه من رئيس دوله نذر نفسه وحياته لوطنه إلى جانب ميله الطبيعى إلى المغامره  ( وهو أنور السادات  وقد حافظ مبارك على ثباته ورسوخه مقاوما ضغوطا رهيبه وغير مسئوله ولكنه للأسف لم يطوره فبقى أساس فقط دون أدوار

 وتم إختطاف السلام فى غفلة من القدر ولو كان تأخر حتى الآن ما كان عمره تحقق ولا كنا شفنا سيناء مرة اخرى إلا فى إزعاتنا وجرائدنا ( ربنا يخلليها لنا ) ممثلة فى أشعار وأغانى من نوع  (أخى جاوز الظالمون المدى /  فحق الكفاح وحق الفدا... أنتركهم يسلبون العروبة  / مجد الأبوة والسؤددا .... ألخ ) ثم بعض التحابيش من خطب رنانه ومقالات ناريه   

(صحيح إللى إختشوا ماتوا ياجدع )

 

  إننا لم نبادر إلى السلام أو نسعى إلى تحقيقه لنتقى شر إسرائيل أوخوفا منها وإنما العكس هو الصحيح فلسبب غير مفهوم فإن الشعب المصرى يعيش فى طمأنينة رائعه وينام ملىْ جفنيه  ( رغم كل متاعبه ........نمسك الخشب   )  بينما الشعب الإسرائيلى هو الذى يعيش فى خوف و قلق دائم رغم أنه يمتلك مالا وفيرا  وجيشا  مسلحا حتى اسنانه ويمتلك تكنولوجيا حربيه رهيبه نا هيك عن ترسانته النوويه المرعبه ومع ذلك فإنه لاينام  ومن هنا يتضح أن السلام هو بالفعل مسؤليه مصريه والتطبيع مسؤليه مصريه والسلام بين ألإسرائيليين والفلسطينيين أيضا  مسئوليه مصريه ولكن بشرط 

وهذا الشرط هو أن  نمتلك جميعا  الحساسيه أللازمه لفهم مايدور فى العالم من تغيراات

أن نفهم أن عالم النصف الأخير  من القرن العشرين قد ولى قد إنتهى وأن السياسين  الذين تعاملوا مع هذه الفتره ولا زالوا فى مواقع المسئوليه أصبحوا هم وبلادهم  فى وضع لايحسدون عليه وأصبحت حساباتهم جميعا خاطئه لأنهم يتعاملون مع معطيات لم يعد لها وجود والنتيجه كوارث لشعوبهم وعندنا صدام حسين نموزج لهذه الحال وياسر عرفات نموزج آخر والبشير نموزج ثالث وهلم  جرا وهؤلاء ألزعماء لا عيب فى وطنيتهم ولا شك فى حسن نواياهم ولكن المشكله فى حقيقتها هو تغير المعطيات تغير الدنيا من حولهم وعجزهم الطبيعى عن مجاراة التغيير أو التعايش معه وأحيانا أخرى  إستحالة تغيير الخطاب السياسى الذين عملوا به لفترات طويله ويصعب تغييره بالسرعه الواجبه دون أن يؤثر على مصداقيتهم ٍولعل تغيير  الخطاب السياسى لليبيا خير دليل على ذلك فلولا قدرة القذافى وتمكنه من شعبه لما إستطاع أن يتحول بهذه السرعه وهذه الحده من النقيض إلى النقيض .... هى معضله إذا وحلها هو إستماره عشره يعنى باى باى مع السلامه الزمن إتغير وعاوز دم جديد   

وعودا إلى إخواننا الفلسطينيين وقضيتهم فإذا كنت أنا ملزم بمساعدتهم فإن عليهم هم أيضا بالمقابل إلتزام آخر  وهو إستيعاب المتغيرات التى حدثت على الساحه العالميه وإذا كانوا هم غيرمستعدين للتواؤم معها فليس هناك ما يجبرنى على ذلك أو ليس هناك من يطالبنى بأن لا أجرى من النيران التىتهددنى فدمارى مؤكد لن يكون ذا فائدة لى او لهم فأنا يمكننى أن أساعدك إذا كنت تريد الحياه ولكن إذا كنت ترحب بالموت فموت وحدك ودعنى وشأنى

إن تغير موازين القوى على الساحه العالميه لابد أن يحول حقوق الشعب الفلسطينى إلى

مسئوليه دوليه فإن إحتلال بلد بحجم العراق وإسقاط نظامه السياسى بإرادة دوله وحيده لهو زلزال حقيقى يستحق أن تترتب عليه تغيرات كبيره وعميقه فى التوجهات للكثير من الدول إن لم يكن كلها وإذا كانت السياسه هى فن الممكن فإن الممكن اليوم غيره بالأمس

وبهذا المفهوم يمكن أن يكون  لمصر دور  كبير وفاعل أما أن ترهن مشاكل مصر رغم خطورتها وتفاقمها وسيرها بعجلة تزايدية  يوما بعد يوم على حل ألقضيه الفلسطينيه فإن مصر ممكن جدا أن تسقط أن تموت تحت ضغط مشاكلها الذاتيه دون ان يحل ذلك القضيه الفلسطينيه

السلام إذا هو طوق النجاه للجميع بما فى ذلك الفلسطينيين وكما سبق القول كما أن مبادرة السلام كانت صناعة مصريه فإن التطبيع أيضا يجب أن يكون صناعة مصريه وبمبادرة مصريه وبإصرار مصرى لأن السلام هو ما يجعل ترسانة إسرائيل النوويه نوع من السخف ويجعل ميزانية إسرائيل العسكريه نوع من السفه وسيجعل ألمنادون بالحرب ينادون فى مالطه ٍ       

 وسوف تكون نتيجته المؤكده هى أن تتساوى إسرائيل مع أبعادها من  حيث عدد السكان والمساحه ويتساوى العرب مع نفسهم من حيث العدد والمساحه ويعيش الجميع حياه طبيعيه مثل كل البشر

                                                               فتحى عبد الغنى حامد

تعليقات