يحيا العالم ........جدًا

 

 

يحيا العالم ........جدًا .................................منشور فى صحيفة القاهرة 12 / 9 / 2017

يحيا العالم ...جدًا 

من الحقائق الثابتة الآن هى أن الارهاب بإمكانياته الضخمة هذه  وراءه مخططون وممولون. ولكن المشكلة هى من هؤلاء ؟ فاذا استيقظ العالم ذات صباح ووجد من أمسك بأحدهم، ألا يسارع بفتح تحقيق فورى معه؟ وإذا ثبتت صحة الإتهام ألا يحال المتهم إلى محكمة جرائم ضد الانسانية؟ لم يحدث شيئ من هذا مع قطر وذلك للأسباب التالية: 1ـ الاستثمارات القطرية الضخمة المنتشرة فى معظم الدول الكبرى والرشاوى الضخمة التى فاحت رائحتها من أمثال القرار المشبوه للفيفا الخاص باستضافة قطر مباريات كأس العالم لكرة القدم، الثلاث ملايين يورو التى سددها حاكم قطر الأسبق لزوجة ساركوزى نيابة عنه ليتم الطلاق، حقائب المليار دولار التى حملت إلى العراق وسلمت للارهابيين، طبعًا وما خفى كان أعظم

2 ــ الرغبة الجامحة فى استمرارية صناعة الأسلحة التقليدية ومنعها من التوقف نتيجة للتغيرات الدراماتيكية التى حدثت من منتصف القرن الماضى.  ظهور السلاح النووى وباقى أسلحة الدمار الشامل، توقف الحرب الباردة بعد سقوط الاتحاد السوفيتى، ثم العولمة باتجاهاتها التوافقية، وبنظرة عابرة نجد أنه لولا الحروب الاقليمية وعلى رأسها صراعات الشرق الأوسط، والمال النفطى، من أول حرب الخليج الأولى والثانية ألخ لتوقفت وسُرح آلاف وربما ملايين العمال وأفلست بنوك وسقطت حكومات وتوقفت تجارة الكافيار وجفت دنان الخمور الفاخرة الذى يصل ثمن الزجاجة منها2000 دولار. وكأن على كل فرد فى العالم أن يساهم بقدر ما من دخله أو دمه لحساب هذه الفئات العليا من البشر التى ينبغى أن تعيش بشكل مختلف. 3

ـ السياسة بخصائصها التقليدية التى لم يطرأ على ديناميكيتها أى تغيير  منذ القرن الثامن عشر، حيث لا يعني ساسة العالم المتقدم ( الديمقراطيات ) غير بقائهم فى الحكم طوال المدد التى تسمح بها دساتيرهم. ولا يمكنهم تحقيق ذلك إلا بما يقدمونه لشعوبهم من وفرة ورفاهية. هدف ظاهره خيِّر إلا أنه الشر بعينه لأنه كان المحرك الفعلى للنهم الاستعمارى وما ترتب عليه من حربين عالميتين خلفا وراءهما ملايين من القتلى والجرحى. كان من الممكن أن يستمر الصراع بين تلك الديناصورات لولا ما تفتقت عنه أذهانهم من ترتيبات وسياسات نجحت فى تحقيق الرخاء المنشود لشعوبهم بثمن بخس. لا غزوات، لا ملايين القتلى والجرحى، بضعة أفراد يقعون قتلى أو جرحى، والإسم حادث ارهابى يقع على فترات متباعدة، وجارى اتخاذ ما يلزم لمنع تكراره، فكيف يفرطون فى تلك الترتيبات؟ أو يعملون على تفكيكها؟ لذلك فهم جميعًا أصحاب مصلحة فى استمرارية التناحر الاقليمى، خاصة بين هؤلاء الذين يملكون مدخرات هائلة، معلنة القيمة، ويسيل لها اللعاب، ومودعة فى بنوكهم، ومحمية بقوانينهم، وتحت مظلة مصداقية رهنا بمشيئتهم، ورأيناها جميعًا تتعرض لتشققات وتشوهات صارخة  فجمدت أرصدة دول عديدة سميت بالمارقة وهى اعتبارات سياسية وليست اقتصادية أو مالية. تلك معطيات ثابتة وراسخة فى وعى ولا وعى كل ساسة الدول التى تسمى بالمتقدمة، لا يتحدثون عنها علنًا، ولا تناقش فى مجالسهم النيابية، ولا تطرح فى أحاديثهم بين بعضهم البعض. لنا أن نتصور مالذى يمكن أن يحدث إن انكشف كل هذا للشعوب وإذا تم فتح ملف تمويل الارهاب وجرى التحقيق بالشفافية الواجبة وبالعلانية الواجبة وظهرت على الملأ مسارات الأموال من المنبع للمصب وبآلية يستحيل أن تخفى عن نظر الساسة. ماذا سيكون عليه الحال فى لندن وباريس وبروكسل وبرلين التى لم تجف دماء ضحاياهم بعد؟ ألن تندلع مظاهرات عارمة فى تلك العواصم؟ألن يلعن الشباب من نوع شباب كوبنهاجن وجماعات الخضر ساستهم بكل لغات العالم؟ ألن يجمعوا البيض الفاسد من كل حدب وصوب ليشوهوا به تلك الصور الجميلة لوجوه رقيقة تدعى التحضر وتتمسح بتبجح فى المثل العليا ؟بهذه المقدمة الوجيزة يمكننا فهم لماذا استبدل الكبار الأذن الطبيعية بأذن من طين وأخرى من عجين، ولماذا استبدلوا عيونهم الطبيعية بعيون زجاجية، وبعد أن كانوا يسمعون دبة النملة باتوا لا يسمعون صوت القنابل والمتفجرات وهى  تصم الآذان، وبعد أن كانوا يرون الكائنات الميكرسكوبية وفوق الميكروسكوبية باتوا عاجزين عن رؤية الجبال الشم وعلى سفحها تجرى الدماء أنهارًا أنهارا، وعلى ضوء هذا يمكن حل لغز الزيارات ( الأمريكانى ـ الفشنك ) لوزراء خارجية تلك الدول من أجل فعل لا شيئ، والغريب هو قيام كل وزير بتكرار نفس الفعل الذى فعله غيره من قبل ولم يسفر عن شيئ وكأن المطلوب منه هو أن يؤدى نمرته على المسرح وينزل شيئ مزهل وعرض هزلى بكل ما فى هذه الكلمة من معنى وشمل كل الدول صاحبة المصلحة فى الترتيبات الراهنة وآخرهم كانت تركيا وروسيا، وتضحك أو تبكى أو تسأل كيف يمر قطارهم ولا يتوقف فى أكبر محطة على قضيب نفس القطار اسمها مصر. الحقيقة الفاجعة هى أن الهدف المعلن لهذه الزيارات هو حل المشكلة ولكن الهدف الحقيقي عمل شبورة سياسية تعمى الأبصار عن تقاعسهم المضمر عن فتح ملف تمويل الارهاب الذى سيفتح الطريق إلى ملف آخر هو ملف  المخططين والمحرضين ولأن الكل متورط ( معكوك ) ويده ملوثة بدماء أبرياء العالم سارعوا بصنع شلتر مأوى مخبأ لقطر يحميها من غضبة عالمية تمزقها وتحول حكامها إلى محكمة جرائم ضد الانسانية وبالقطع ستجرفهم معها وتقضى على الاستقرار فى بلادهم وتفجر ما يسمى بالنظام العالمى الجديد الذى حقق لهم هذا القدر المهول من الرخاء. ومن فرط الاخراج المعجز عزلوا مصر عن المشهد حتى لا يؤثروا على وحدة التجمع الخليجى بالصورة التى رسمتها الميديا العالمية له والتى أرادوا أن يكون لها دور فى العرض اللايف المقدم منهم، فالشقيقات الخليجيات الخمس كما تصورها الميديا المغرضة، هن دول عدد سكانها قليل جدًا، يرتدون ملابس خاصة جدًا، ثروات مهولة جدًا، استثمارات فى الدول الكبرى ضخمة ومؤثرة جدًا، عملاء  لمصانع السلاح ومصانع الطائرات يشترون بمبالغ ضخمة جدًا، مشترون كبار لأشهر العقارات والفنادق والنوادى فى أهم عواصم العالم ومن كبار مشترى الحلى النادرة فى المزادات العالمية، وحيثما يحلون ترتفع الأسعار جدًا، يدينون بدين يذبح الخلق وعدو للحضارة جدًا، فهم حسب الأوت بوت الاعلامى فى ناحية والعالم كله فى ناحية، يكادوا يكونون طائفة خاصة جدًا،جنس فريد فى نوعه جدًا، مقطوع الصلة بقضايا عالمنا كالفقر وحقوق الانسان جدًا، ومن ثم فمشاكلها لا تعنى أحد غيرها....ومع ذلك جارى تسويتها بتعطف من أخيار العالم ....الدول العظمى .......يحيا العالم جدًا .

 

5ـ شارع البزرميط سبق نشره بصحيفة القاهرة / تصدرها وزارة الثقافة

                                                                          5 شارع البزرميط      ( الهجوم بالسلام ـ 1 ـ )

"التدخين ضار جدًا بالصحة " عبارة تراها على علب السجائر تحذر من  أخطارها، فى نفس الوقت تقدمها لك فى علب أنيقة وكأنها تقول بالهنا والشفا، لا أذكر كم مرة وقفت أمام هذه العبارة، ساخطًا تارة، ساخرًا تارة، ضاحكًا تارة، ولا أعرف لماذا؟ هل لحجم ما تنطوى عليه من بلاهة؟ أو لما تزخر به من لؤم؟ وكم تساءلت عن كنهها أوكهنها، أهى صك تسوية بين الشيئ ونقيضه؟ مصالحة بين الخطأ والصواب؟ تعايش بين الخير والشر؟ لفت نظرى تجاوزها لذاتها، هى، أكبر منها، هى، تنتمى لمنطقة فى السلوك البشرى أخطر بكثير مما نظن، وفى أمس الحاجة لكاتب مثلى ليس هناك من ينتظره، يتأمل، يكتب، يضع فى الدرج. خُلصت، ولأن الديدان تعاف الورق والأفكار، لذا لا يساورنى أى قلق على مسرحياتى،  سيأتون يومًا لتمثيلها .. تأخروا؟  لازم هناك ما يشغلهم، يمكن "الزمبليطه فى الصالون" شغلتهم نوعًا؟ فسيفساء التراث استغرقتهم وملكت عليهم أنفاسهم ربما، إلا إذا كان العقم علينا هو المكتوب يا ولدى، هذه تكون مسألة أخرى، فى سبحة من سبحات هذا الخبلان الجينى تذكرت أن هناك مسافة متناهية الصغر، تسمح بدخول جسم معدنى فى آخر بالتمام والكمال، ولا تسمح بدخول أى شيء حتى ولا الهواء، هذه المسافة يسميها المهندسون  ( خلوص) وإذا زادت عن الحد المسموح به تصبح عيبًا ويسمونه ( بوش) اضحك أو ابكى.. أقولك؟ افعلهما معًا، أصبح هذا ممكنًا فى عالم اليوم، فهذا الذى يسمونه بوش لا يصيب المعدن فقط بل يصيب المنطق، وبالتالى الثقافة، فنجد أنفسنا ننصاع لمنطق مبوِّش مبهوأ وثقافة مبهوأة، تقبل الشيئ ونقيضه، ومن أمثال هذا الخلل عبارة التدخين سالفة الذكر، وتحضرنى قصة لمحمد البساطى تلعب فى هذا الحيز اسمها " المجرى " الحكومة أرسلت كراكة وخلفها ثلاثون عاملا لحفر قناة لتوصيل الماء لأرض بور، بعد فترة من العمل، ورد اخطار  للملاحظ بوقف العمل ( قامت ثورة يوليو والمشروع لصالح اقطاعى ) تحول المجرى إلى مقلب للقمامة، ومرتع للحشرات والزواحف، ووعاء لاستقبال مخلفات البكبورتات، اشتكى الأهالى من خطورة القناة المهجورة على الصحة العامة، استجابت الحكومة، أرسلت عددًا مماثلا من العمال لردم القناة، أثناء الردم صدر قرار باعادة الحفر، (المجرى دخل فى الاصلاح الزراعى ) عادت الكراكة والعمال، فوجئوا بعمال الردم. قامت مشادة بين ملاحظ الحفر وملاحظ الردم، كلمة من هنا كلمة من هناك، كادت تحدث كارثة، الفريقان معهما معداتهما من فئوس وكواريك، ومسألة أكل عيش، وإن قامت المعركة لن تبقى ولن تذر، انتهى الأمر بأن ترك كل منهما الآخر لحاله، عمال الردم يردمون، عمال الحفر يحفرون .. بالطبع هذا مجرد ملخص للقصة، خالى من اللمسات الانسانية، وأبعد ما يكون عن السرد البديع الذى ينساب كسلاسل الذهب من قلم كاتب رائع لم يأخذ مكانه اللائق بعد ..يمكن المكان مازال تحت الانشاء،..ثقافة يلزمها وقت

من وجهة نظرى الذى لا يعتد بها، منطقة البوش أو اللاحسم هذه هى التى استوطنتها داعش، دخلتها كنمو صغير قد تخطئه العين، وفى لمح البصر نمى وتشيطن، وصار دولة مدججة بأسلحة ثقيلة، مدافع دبابات صواريخ لا يمكن نقلها الا بالسفن، وتسأل كيف ؟ خرجت من الموانى كيف؟ تخطت الحواجز كيف ؟ ومليارات الدولارات التى حصلت عليها من جمعها وسلمها لها؟ وفى أى بنوك دخلت وخرجت؟ أين الرقابة وتمثيلية غسل الأموال؟  ثم من أين أتى كل هؤلاء الخبراء فى التسليح فى الاعلام؟ وكيف احتلت كل هذه المساحات الشاسعة  من دول عربية؟ أليس لها اصحاب؟ أهى مملوكة للغير؟ ومن الذى مكنها من بيع البترول وتحصيل الايرادات؟ ومن هى الدول المشترية؟ الكل فى ذهول، ثم تربع على عرشها خليفة اسمه أبو بكر البغدادى، عندما رأيته فى التليفزيون لحظة تنصيبه قلت  لازم الكاميرا الخفية، نعم، من يصدق؟ احسبها.

وفى رحاب هذه المنطقة نفسها استمر تونى بلير رئيسًا للرباعية ثمانية سنوات، لا يفعل أى شيئ غير التوسط فى عقد صفقات بين الشركات العملاقة وحكومات من يحب النبى يزق، ويحصد من المال ما جعل منه أحد مليارديرات عالمنا الغارق فى فضلاته، طبعًا ازدادت اسرائيل خلالها توحشًا وتسلطًا وصلفًا، وازدادت مجموعة نتنياهو وليبرمان وأتباع الحاخام كاهانا قوة وثقة بالنفس، فى مواجهة بعض الاسرائيليين المكبلين بقواعد المنطق الصارمة، والمؤمنين بمقولة " فى النهاية لا يصح إلا الصحيح " فقدوا ثقتهم فى منطقيتهم، وختموا بالعشرة، لما لا؟ أمام أعينهم أناس يتقدمون بالباطل من نجاح إلى نجاح، وكله يتم خلف  ستارة كثيفة أرسلتها لهم الأمم المتحدة الراعى الرسمى للسلام والوئام، تم خلفها وقف عملية السلام ثمانية أعوام حتى يتلاشى نهج أوسلو ويترنح حل الدولتين.

أين السلام يا رسول السلام؟ لا سلام

أين حقن الدماء يا حاقن الدماء؟ لا حقن دماء

أين أراضى الفلسطينيين؟ على المائدة تؤكل بالشوكة والسكينة وأمام كل كاميرات العالم والجدع من يفتح فمه بكلمة.

والغريب يا أخى أنه رغم هذا الفشل المدوى لم تتوقف آلية إرسال مبعوثى الأمم المتحدة (صانعو السلام) وكأن السلام طبخة ومبعوث الأمم المتحدة هو الشيف المكلف بصنعها، وتصبح حركة الشيف واجتماعاته البديل عن عملية السلام والحاضرة باستمرار فى الميديا الاعلامية، وعلى قدم المساواة مع عروض الطبيخ، ويصبح السؤال هل هو شيف جيد أم نص نص، مع إن المسألة مختلفة تماما، والسلام يعتمد على ارادة وتوجهات الدول الكبرى المالكة لأدوات القتل والتدمير وسائر عناصر القوة، وإذا نظرت مثلا إلى عالم ما بعد مؤتمر يالطا ستجده بالضبط كما رسمه المؤتمرون روزفلت، ستالين، تشرشل على الورق، هذا فى الشرق وذاك فى الغرب وذلك بين بين ( رومانيا يوغسلافيا اليونان ) وإذا أعدت إلى الذاكرة الأمر الذى وجهه دوايت أيزنهاور لبن جوريون "امشي من سيناء الآن " وإذا استعدت مشهد بن جوريون لحظة ابلاغه الكتيست بالأمر وهو يبكى، ستتأكد أنهم عندما يقررون فرض السلام لا  يبعثون رسلا للسلام. يا جماعة ( اصحوا للون الله يخليكم ) هم يتفقون عليه إما مباشرة وفوق الطاولة أو تحت الطاولة، وساعات بالموبايل وعندما لا يريدون السلام ولا يريدون حقن الدماء يلجأون للعبة المبعوثين حتى يقنعوا العالم أنهم يفعلون شيئًا، وفى بعض الأحيان يكون هدفهم تبرئة أنفسهم من دم الضحايا حتى يمكنهم النظر فى أعين أبنائهم، وساعات النظر فى المرآة، وإقناع أنفسهم أنهم من الأخيار وليسوا قتلة يستحقون الشنق، يبعثون رسل السلام كستارة من الدخان تخفى ما وراءها من دماء تراق وأعضاء تبتر ودموع ومآسي تفوق التصور، يفعلون ذلك فى سوريا واليمن وليبيا، لكن انظر ماذا فعلوا عندما نشب القتال فى شبه جزيرة القرم فى 2014 ، كلمة ونص وحقنت الدماء، تشاوروا مع بعض، قرروا، نفذوا.. دم أوربي.. أما الدم العربى والإفريقى فلا ثمن له ويراق مدرارا حتى تستمر صناعة السلاح .

لكن السؤال، هل أنطنيو جوريتش لا يعرف هذا؟ لا يعرف أنه يبدد أموال الأمم المتحدة فيما لا طائل منه، ويذهب بأهدافها بعيدًا عن رؤية مؤسسيها، وأن مكالمة تليفونية بين ترامب وبوتين تنهى كل شيئ ؟ دعنا من جوريتش، هل تونى بلير ودى مستورا وسلامة والأخضر الابراهيمى قبلهم لا يعرفون هذا؟ كيف لا يعرفون وكلهم  شخصيات متفردة علما وتربية وثقافة وتجربة، يعرفون ياسيدى، إذا لماذا يوافقون على لعب هذه الأدوار؟ من سكان "البوش لاند" سيدى...منطقة التدخين ضار جدًا بالصحة سيدى

وفى "البوش لا ند" يوجد حى كامل لاسرائيل، بلد ديمقراطي وغير ديمقراطي، تنشد السلام وتشن الحرب تلوالحرب على جيرانها ، مقهورة ( المحرقة ) وقاهرة ( دير يا سين ) متحضرة وتطرد الناس من بيوتهم  وتفجرها أمام أعينهم، تحتمى بحقوق الانسان وتنكل بالانسان، تنقب عن هيكل سليمان بينما هيكل سليمان أمام عينها " فماذا يمكن أن يخلف الأنبياء غير الحب" عبارة أنهيت بها مسرحيتى "أحمد وراشيل"  هل تضيق الدنيا بحالم مثلى؟

"يقولون فى البوش لاند" أن العثور على الهيكل شرط لعودة المسيح، يا ألطاف الله، فيما شوقكم وتحرقكم لعودته؟ أما كان بين ظهرانيكم ملئ السمع والبصر؟  تريدونه حيًا مرة أخرى؟ لماذا؟ هل لتعاودوا قتله ودفنه بعد ادراككم أن صلبه كان خطأ كبيرًا؟ وأن تركه على الصليب دون المسارعة بدفنه كان خطأ أفدح؟ شعرتم بخطئكم وليس ذنبكم لأنكم رأيتم الصليب وقد تحول لميكرفون يذيع رسالته هى هى بلا تغيير أو تبديل،  ألفان وثمانية عشرة عاما لم يصمت  خلالها  لحظة؟ ، وثيقة ادانة تأخذ شكل أجراس ولافتات فى أعلى الكنائس فى الشواع فى الميادين على صدور الشابات والشبان؟ فضيحة أبدية، هل تريدون عودته لتسقطوا الصليب ... يا الله ...أتريدون حرق المذيع والاذاعة والمذياع؟  

الغريب أن البوش لاند أصبحت فى هذا العصر محط أنظار كل الدول، الكل يهرول للحجز فيها...الكل ينتظر نتيجة القرعة

سارع أنت أيضًا بتقديم طلب حجز فى فرعها بمنطقتنا العربية ...العنوان الدوحة 5 شارع البزرميط . وإلى الهجوم بالسلام ـ 2 ـ 

                                                          فتحى عبد الغنى

تعليقات