الفراعنة قادمون

في 2003 نشرت مسرحيتى " الفراعنة قادمون " والفكرة ببساطة أن النظام العالمي الجديد قرر استبدال فئران التجارب بآدميين من الدول المتخلفة وبرر قراره بسببين الأول / أن شعوب هذه الدول لا تساهم بشيء في البحث العلمي وليس لها دور في حضارة العالم وعالة عليها / والثاني أن جنس الفئران ليس هو المستفيد من هذه التجارب والمستفيد الوحيد منها هو جنس الانسان ونظرا لرهافة حس النظام العالمي الجديد وإيمانه بالعدالة حتي مع الحيوانات اتخذ هذا القرار وأرسل بعثة للقاهرة لسحب مائتين فرد ( هم الحصة المقررة على مصر ) وشحنهم لأوربا أو لأمريكا حسب مقتضي الحال / وللأمانة النظام العالمي الجديد لا يستخدم القوة لتنفيذ قراراته الغريبة أو الجائرة وإنما كله بالحوار المتحضر يا تقنعني يا أقنعك ونظرا لأن الحال أيام الرئيس مبارك كان لا يسر عدو ولا حبيب اختار أن يتخلص من رذالة النظام العالمي الجديد واحتمال فتحه لملفات حقوق الانسان وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبلاوي التي من هذا النوع لذلك وجد من الأسهل تسليمه المائتي مواطن ويخلص وبالتالي يكسب وده ومحبته فشكل فريقا مضروبا لا يقوى على مواجهة حجج مندوبي النظام العالمي الجديد لكن شباب مصر تنبهوا للملعوب فتكتلوا وهجموا علي الاجتماع وفى يدهم الوثائق اللازمة التي تثبت أننا مؤسسو هذه الحضارة التي يتحدث باسمها هؤلاء الأدعياء ومن هنا جعلت عنوانها الفراعنة قادمون / نوقشت المسرحية في حلقة من حلقات جماعة الجيل برئاسة الشاعر الكبير حزين عمر / كنت أتوقع حماسا أكبر للمسرحية وشد وجذب وخناقات ولما لم أجد شيئا من هذا ثرت وقلت لهم نحن أمة من الموتي وتركت الندوة وخرجت/ لم أدرك وقتها أني كنت أستشرف المستقبل أو أقرأ الغيب إلا هذه الأيام / إذ أرى الفراعنة قادمون في كل مناحي الحياة في الطرق في الكباري في تحدي الإرهاب في تحدى الدعم فى تحدى سعر الدولار في تحدي فيروس سي في تحدي كوفيد 19 في تحدي هلافيت الإقليم في تحدى تخلف القرية المصرية في تحدي العشوائيات في تحدى الفقر في تحدي الاعتداء على النيل / أرى الفراعنة قادمون على كل شبر من أرض مصر أري عنوان مسرحيتي مكتوبا بحروف من نور ونار" الفراعنة قادمون " إلا ملف الديمقراطية فلازالت خيبتنا ثقيلة

نص مسرحية الفراعنة قادمون أمامك على نفس الموقع هتضحك ضحك / مكتوبة في فى إطار كومدي ومع ذلك فه جد الجد 

تعليقات