توتالا 5

 

 

منشور بصحيفة القاهرة فى 24 يوليو 2018

                                                توتالا 5   

التفوق، الدرجات العلمية الرفيعة، السمعة الطيبة، أساسيات فى اختيار الوزير من فصيل التكنوقراط.

فى التشكيل الوزارى الجديد وزير امتلك ما هو أكثر..ولعًا بالتاريخ، مؤلفًا بعنوان " سعديون أم عدليون " ولأنه أبعد ما يكون عن تخصصه فقد استحق وقفة ونظرة وربما سلامًا .

 ـ الباشا جده كان رئيسًا للخاصة الملكية، بما يعنى تلكؤ، وربما بقاء عصر ما قبل يوليو52 فى دهاليز بيتهم بحجمه الطبيعى، بألوانه الزاهية، بزخارفه المبهرة، بحالته الخام، دون اعتداء من عابرى السبيل، بينما الصوت والصورة خارج أسوار السراية مختلفة، وعلى النقيض تمامًا، وربما معين لا ينضب للخزى والعار.

ـ والده ـ القاضى ـ حكم  ببراءة بوللى، الكهربائي الايطالى الذى ألحق بقصر عابدين بوظيفة فنى صيانة، غير أن فاروق الطفل سحرته اللعب الذى صنعها له هذا الايطالى البارع، تعلق به فاروق الطفل، ولم يستغن عن خدماته فاروق الملك، عينه مسئولا عن إدارة شئونه الخاصة، ذاعت شهرته بين العامة باعتباره الرجل الذى يرتب لفاروق شئونه الخاصة بما فيها الليالى الحمراء والصفراء والبنفسجى، ولأن هناك دائمًا من يحرضون العامة على ترك الحمار والامساك بالبردعة ـ تحقيقًا لأغراضهم ـ منع من السفر مع سيده واتهم مع غيره بافساد الحياة السياسية، سُجن، ثم حصل على البراءة، الحكم عنوان الحقيقة.  إذا لابد أن يكون هناك أدلة وبراهين تجب ما عداها من أقوال مرسلة.

ـ فى عام  1969 استبعد والده ضمن من استبعد فى مذبحة القضاة الذين طالبوا النظام بالتطهر ـ بعد هزيمة 67 ـ من رجس المحاكم الاستثنائية والقوانين الاستثنائية ومحاكمة الناس أمام من ليس بقاضيهم الطبيعى.أعيد إلى سلك القضاء بعد نحو سنتينإذا هناك حيثيات مغايرة للحيثيات التى بنى عليها القرار الأول.

ـ بعد خمس سنوات اختير الأب وزيرًا للعدل.إذا فنحن أمام اعتذار علنى من السلطة التنفيذية للسلطة القضائية..

 هذا فيما يخص الماضى أما فيما يخص الحاضر فنحن أمام وزير قدر له أو قدر عليه منذ صغره أن يرى ويتعامل مع وجهين مختلفين للعصر الواحد والحدث الواحد، أحدهما فى بيته، وأطرافه أقرب الناس إليه، جده وأبوه وسائر أفراد الأسرة، والآخر خارج باب  بيته، البواب، الشارع، المدرسة، الجامعة، المذياع، التليفزيون، السينما، المقهى، وأطرافه زملاؤه أصدقاؤه مدرسوه شعراء بلده وكتابه ومفكروه وفنانوه ووعاظه فأيهما يصدق؟ هل ذهب للتاريخ ليتحقق بنفسه؟ أم وجد أن جزءا هامًا من حياته وحياة أسرته يقع على الجانب الآخر من خط 23 يوليو 52 فوثق صلته به، ثم هل لعبت هذه العلاقة دورًا فى اختيار عنوان الكتاب "سعديون أم عدليون"  حيث تجاوز القضية الجزئية موضوع الكتاب وهو رصد المنافسة بين سعد زغلول وعدلى يكن إلى قضية أوسع  وهى المقارنة  بين مدرستين سياسيتين وطنيتين، بحيث لو وضعنا علامة استفهام أمام العنوان ( سعديون أم عدليون ) صار سؤالا له صفة المعاصرة، وإجابته فرض عين على مثقفى وسياسيي هذا العصر، الذى تقلب  فيه مصر بصرها فى السماء بحثًا عن قبلة ترضاها، بسبب هؤلاء الذين جرمواعصرًا ما كان يصح تجريمه، وأهالوا التراب على أسس للنهضة ما كان يصح أن يهال التراب عليها.

 قرأت عنوان الكتاب "سعديون أم عدليون" نطقت من فورى عدليون بينما لو سؤل الحلاق المجاور أو البقال أو المحامى على الناصية المقابلة قد يقول  سعديون.

سعد كان زعيمًا لحزب الوفد، حزب الأغلبية الكاسحة، أعضاؤه هم مصدر الطاقة الجبارة لثورة 19 ، سعد الخطيب المفوه ومؤسس الشيفونية القومية التى قد تصل فى بعض الحالات إلى "غشومية قومية"  هتفت ذات يوم ( الاحتلال على يد سعد ولا الاستقلال على يد عدلى ) كما أنه زعيم آكلى الفول والطعمية والمش والفطير المشلتت وطواجن الحمام بالفريك، أم عدلى زعيم الخاصة، ورئيس حزب الأحرار الدستوريين، الجنتلمان، قليل الكلام، الذى يأكل بالشوكة والسكينة ويعرف المارون جلاسيه معرفة منافية للجهالة. أتى به مثقفو مصر من أبناء وجهاء الأمة ليرأس حزب أنشأوه هو حزب الأحرار الدستوريين، وفى الحقيقة لم يكن حزبًا بقدر ما كان تجمعًا أو محفلا  ثقافيًا / سياسيًا يجسد طورًا من أطوار النمو الثقافى/ الوطنى  الذى بدأ برفاعة الطهطاوى ودوره التبشيرى بالحضارة الغربية، وبزوغ نجم الشيخ محمد عبده الذى كان يرى الاصلاح قبل الثورة، ويغنى عنها،  ومعظمهم قرأ عن الخوجات، وتعلم لغتهم، وذهب اليهم فى عقر دارهم، وأكل معهم ، ورقص معهم، وغنى معهم، ونقل فنونهم، وأدبهم، وصناعاتهم، وسلوكياتهم، وعرف كيف يفكرون، وكيف يتعاملون، والكل يعزف بمن فيهم محمد حسين هيكل ( لاحظ.. بدون نون ) بثقافته الواسعة، وصدقه وشفافيته المبهرة، ووطنيته المتفردة، تحت قيادة مايستروا ( ملوش حل ) هو أحمد لطفى السيد، ووفقًا للنوتة التى وضعها جون ستيوارت مل، فوضع لبنات الليبرارية المصرية، ودق أساسات القومية المصرية من خلال حزب الأمة.

عندنا التاريخ التفصيلى أكوام أكوام ورزم رزم ولكن أين التاريخ التوتالا؟ أين تاريخ المحطات؟ أين تاريخ تسيير الأعمال؟

تاريخ تسيير الأعمال أو تاريخ الطعم والنكهة والرائحة والمحطات الرئيسية هو ذلك القدر من المعرفة ـ المكثفة والأحكام المصفاة بدرجة نقاء 100% ـ بالتاريخ والتى لا غنا عنها لتسيير الأعمال الحال، وفى حالة عدم وجود هذا الملف نكون أمام خيارين إما اسقاط التاريخ تمامًا وعدم اشراكه فى اتخاذ أى قرار حال، أو اللجوء للتاريخ  بتفاصيله واعتماد كل منا على قدراته الشخصية فى التفرقة بين الغث والسمين، وهنا نكون عرضة للتيه فى دروبه، أو نصبح تحت رحمة مرشد قد يكون له مصلحة فى تضليلنا.

فى حالة وجود الملف ولكن ترك اعداده لمن يلعبون فيه، أو يزيفوه، لاخفاء أو تجميل أدوار أبطاله، فالنتيجة كارثة، وهذا ليس رأيي أنا فقط فأنا كاتب رقيق الحال، لكنه رأى مؤرخ كبير هو A.J.HOBSBAWM  إذ يقول " يقوم بعض المؤرخين بدور الناشطين السياسيين وكنت أظن أن مادة التاريخ غير مادة الفيزياء النووية ليست على نفس الدرجة من الخطورة الآن أعرف أنها كذك " وله كل الحق ولنتأمل هذه العبارة  " دخلت الجيوش العربية خصوصى الجيش المصرى حرب الأيام الستة التى فرض فيها الاسرائيليون التوقيت الذى يريدون ولم يكن لدينا سيناريو آخر" عبارة حشرها ـ بروفيسير كبير وشخصبة عامة شغلت وظيفة سياسية مرموقة فى فترة ما ـ فى مقال له فى أكبر صحيفة قومية، بمناسبة حلول الذكرى البغيضة ل 5 يونيو الأسود هذا العام، مررها بطريقة من يعرف أنها استقرت فى وعى الناس بعد أن أشاعها ورسخها أصحاب الغرض، وأن مقولته ليست أكثر  من ختم جديد أوبصمة جديدة لأختام وبصمات سابقة، لكن فاته أن التاريخ كائن حى لا يموت بالضرب بالقباقيب كما حدث مع شجرة الدر، لذلك أسمعه يئن سائلا :

 من فرض الحرب وحدد توقيتها؟ أليس هو من أغلق  خليج العقبة فى وجه الملاحة الاسرائيلية ومنعها من المرور  فى قناة السويس؟ وكان طوب الأرض وقتها يعلم أن منع اسرائيل من المرور فى قناة السويس يعنى من وجهة نظرها إعلان حرب؟ بل أن القيادة السياسية ذكرت أن غلق خليج العقبة سيؤدى لحرب بنسبة 100% . والأكثر أنها فى الثانى من يونيو حددت تاريخ الضرب، الوثائق موجودة، ( طالع كتاب البحث عن الذات للسادات ) ولكن ليس هذا وقت فتح الخراريج، سيأتى الدور عليها، وعلى يد جراحين محترفين، لكن ما يهمنى هو هذه العبارة الطريفة " لم يكن لدينا سيناريو آخر. لا حول الله، ليه؟ الزرعه مطرحتش أم أن سوق الحلاوه جبر؟ أم أنه يريد أن يضع نموذجًا لا نظير لدقته لما يسمى " عذر أقبح من ذنب

ـ التاريخ التوتالا يمكنه اسقاط أى شيئ ولكنه لن  يسقط أبدًا أن تأميم قناة السويس قبل  تاريخ تسليمها الرسمى باثنى عشرة عامًا كان مغامرة خطيرة أخذت فى طريقها سيناء ولولا بركة دعاء الوالدين ما عادت إلا بالدم والدموع ..توتالا 1

طيب، وابن حلال، ويمكنه اسقاط العديد من الأحداث والأقوال والحكايات والتشنجات لكنه لن  يسقط أبدًا  أننا دخلنا حرب اليمن لتنفيذ مهمة رفيعة الشأن اعتقد متخذ القرار أنها فركة كعب ويعود جيشتا لقواعده سالمًا، فتحولت لشرك خسرت فيه مصر ( الجلد والسقط ) أكياس ذهب توزع على القبائل لقتل الجندى المصرى النبيل‘ وذهب مضاد يخرج من الخزانة المصرية لحماية الجندى المصرى، والنتيجة الدم والخراب وصراخ عبد المنعم القيسونى وزير الخزانة أيامها الحقونى مليون دولار يوميًا تكلفة الحرب واضرب فى عدد السنين ثم فى 365 يوم ...توتالا 2

 هل لم ينتفع الرئيس السيسي بهذه المعلومة المكثفة المبرأة من أى  عبث؟ ألم تكن رابضة كالطود فى أعماقه؟ لكن يجب ألا يفوتنا أبدًا أنه اعتمد على وعيه  الشخصى فى اسنخلاص المنتج تام الصنع لأنه ببساطة غير موجود على رف التوتالا لأنه ببساطة أيضًا لا معرض لدينا للتاريخ التوتالا وبفعل فاعلين. ودعونا نتصور العكس كان زماننا فين الآن؟ معلهش احنا بنتكلم، نأمل ان صفحة الرأى فى الأهرام تبذل بعض الجهد فى التعامل مع التاريخ لأن له أصحاب قد يكون صوتهم غير مسموع الآن أو مهمشين لكن ليس من المستبعد أن يسمع غدًا

دخول حرب مع اسرائيل وفى يد القيادة السياسية وثيقة تحذر من ذلك، أصدرها الفريق أنور القاضى رئيس العمليات الحربية، ووجدت فى خزينة القائد العام للقوات المسلحة هو تفريط فى الأمن القومى. (الوثيقة واسم من أصدرها ووجودها فى الخزينة كلها معلومات عن كتاب المشير الجمسي ) ..توتالا 3 

الفريق أنور القاضى استقال بعد هزيمة 67 ورفض تبوء أى منصب واعتزل حتى وافته المنية. الشرفاء الشرفاء الشرفاء سنخسر أكثر وأكثر وأكثر إن لم نسلط الضوء عليهم، شبابنا فى حاجة لمثلهم العليا ووطنيتهم    

اغماض العين عن أنفاق تسمح بدخول وخروج أجنبى بدون تأشيرة دخول أليس هو السداح مداح؟ ...توتالا 4

 تواطؤ الاخوان مع حماس وحزب الله وفتح الطريق أمامهم لإجتياح الحدود المصرية هو تفريط فى الأمن القومى وجريمة لن يغفرها المصريون أبدًا للاخوان إن دخلت تاريخ التوتالا أو تسيير الأعمال ...توتالا 5

أنا لست مخترع هذا النوع من كتابة التاريخ، صحيح أن كتابى "براثن الوعى" يدخل ضمن هذا النمط  ولكنى لم أؤلفه بصفتى مؤرخ وانما بصفتى مواطن أضناه الصمت لعقود فتكلم والمناسبة 25 يناير 2011 .

مثل هذا النوع من كتابة التاريخ يتجلى فى كتاب بعنوان " رؤية جديدة لمصر 1919ـ 1952"  ترجمة عايدة الباجورى قام به مجموعة من الباحثين الأجانب كل فى مجال تخصصه سياسي اجتماعى فنى لم يسموا أنفسهم مؤلفين وانما محررين لأنه نمط خاص جدًا فى كتابة التاريخ،  يقوم على عمل مسح شامل لفنرة محددة من التاريخ، من كل جوانبه سياسي اجتماعي ثقافي ومراجعة القيل والقال والرأى ونقيضه  ثم اجبار الكل على النطق بجملة واحدة أو جملتين فيهما الشفا، ونموذج آخر ، هو “أوربا تاريخ وجيز” لجون هيرست ترجمة الدكتور محمود محيي الدين أشار اليه فى الأهرام الدكتور مصطفى الفقى واشتريته من مصروف البيت دون علم زوجتى ورينا يسامحنى كتاب أعجوبة،  لا غنى عنه لكل من يريد معرفة الأسس التى قامت عليها الحضارة الغربية التى هى حضارة العالم الآن والتى نسعد بانجازاتها ونكتوى بنارها.

التاريخ التفصيلى لديه أدلة قاطعة على فساد البعض من سياسيي عصر ما قبل يوليو ولديه أدلة قاطعة على عظمة ووطنية ما لا حصر له من سياسى هذا العصر ولكن ( الفولة ) الحكاية اللعبة على أيهم ستسلط الأضواء وستعيد وتزيد ولأى هدف ؟

التفصيلى يقول أن سعد زغلول زعيم لا مثيل له، ولكن لا يفوته أن يشير لمساعدة اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى له، ولم يغفل أنه من اقترح زواجه من ابنة عبد العزيز باشا  فهمى صفيه هانم، ويقول أن سعد كان من مؤيدى مد فترة امتياز شركة قناة السويس الذى اغتيل رئيس الوزراء بطرس غالى بسببها، وكان ضد تعريب التعليم فى المدارس ( راجع عبد الرحمن الرافعى ) والتفصيلى يقول أن اسماعيل صدقى كان من ألد أعداء دستور 1923 وهو من ألغاه ووضع دستور 1930 الذى خضع للملك فؤاد خضوعًا تامًا، وشعبيته فى الحضيض،  ومحسن محمد فى كتابه أصول الحكم ينقل عن هندرسون المندوب السامى البريطانى قوله فى برقية أرسلها لوزير خارجيته أن اسماعيل صدقى لا يقل وطنية عن سعد زغلول، ولو نسف  سعد زغلول  لحاربنا بنفس الضراوة، والتاريخ التفصيلى يقول انه من أنشأ اتحاد الصناعات ومن شجع التصنيع المحلى ومن وضع القوانين التى تجبر الشركات الاجنبية على وجود نسبة من المصريين فى مجالس اداراتها والبعض يقول لولاه لاشترى الأجانب الأراضى المصرية فى الأزمة الاقتصادية فى ثلاثينيات القرن الماضى، ويستطيع من يريد أن يضيف المزيد عن فساد هذا العصر أن يشير إلى برقية اللورد اللنبى المندوب السامى البريطانى إلى وزير خارجيته، قال فيها أن أحمد زيوار باشا ـ رئيس وزراء مصر بعد مقتل السردار ـ  قال له " لماذا لم تضموا مصر للتاج البريطانىى"  نفس المصدر كتاب محسن محمد نص برقيات افرج عنها بعد انتهاء المدة المحددة للحظر "

وكلام كثير وآراء مختلفة من حق التفصيلى أن يسجلها ويتيحها للباحثين لكن التوتالا له حساباته ومنطقه  وقناعاته وأكاد أسمعه يصيح فى وجوهنا اليوم متسائلا :

هل يوصف عصر ما بالفساد والفشل إذا امتلك القدرة على مد يده فى قاع المجتمع وأخرجها قابضة على جوهرة يقدمها هدية له بصرف النظر عن الحسب والنسب والغتى والفقر فقط الموهبة والكفاة ؟ 

هل يصنف فاشلا وفاسدًا نظام أنشأ من العدم جامعة وبنكا ومصانعًا ورصف طرقًا وأقام جسورًا وشركة طيران واستوديو للصوت والصورة  وسبق كل الدول فى محيطه الاقليمى؟

هل يوصف عصر بالفشل إذ تخلص من ديون أثقلت كاهله وتحول لدائن لبريطانيا العظمى ؟ 

هل يصنف فاشلا عصر غطى فكره وأدبه وفنونه محيطه الاقليمى وصار قبلته؟  

التوتالا أو القشاش يقول أن ثورتنا على الاستعمار حولها مثقفو الأمة ونشطاؤها السياسيون إلى نهضة شاملة خطفت أنظار العالم، ومازالت دماؤها تترقرق فى عروقنا ( راجع ثورة 30 يونيو )  مما يجعلنا الآن نحتفى بعظمة مدرسة سعد زغلول كصانعة للموجة الكهرومغنطيسية ومدرسة عدلى ورفاقه من المثقفين الوطنيين الذين حملوها بتفاصيل النهضة. بما يجعلنا لا نقول الآن  سعديون أم عدليون وانما نقول سعديون وعدليون وإذا كنت لا تتفق معى اسأل نفسك الآن وأنت جالس أمام التليفزيون أيهما أكثر أهمية الموجة الكهرومغنطيسية التى حملت لك الصوت والصورة لغاية بيتك وربما حجرة نومك أم الصوت والصورة وهما فى الأستوديو ولا يجدا من بنقلهما إليك؟

لدينا وزير فى الوزارة الجديدة يؤكد أنه ليست عمارة يعقوبيان فقط هى من لها تاريخ تتباهى به أمام الرائح والغادى فى شارع سليمان باشا، وإنما مصر أيضًا لها تاريخ يجب أن تتيه به فخرًا بما فى ذلك الفترة الدستورية 1923 ـ 1952 عصر الوعى عصر التأجج عصر الشارع السياسي الحى صاحب الكلمة النافذة  الذى وقف بصلابة وراء انقلاب يوليو52 ومنحه صفة الثورة، وجزاءه ..أعطوه استماره 6 ..ويبقى السؤال الآن

هل منح حقيبة وزارية  لهذا الرجل مصادفة أم استراتيجية؟

عفوا لا تحرمونى من الحلم حلم الصلح معنا، مع تاريخنا، مع أناس من دمنا ولحمنا، عندهم الكثير مما يريدون قوله لنا..ولا نملك الا أن نقول للجميع... سمَع هس ... وغن يا وحيد

تعليقات